تتمسّكُ بِذيلِ ثوبِها فيغمُرُكَ الأمان حتى تسْكُنَ كل مخاوفك..
و تدُسّ رأسكَ في حِجرِها فتهدأَ كلّ صراعاتك
و تتلفتّ يمنةً مرة و يسرَةً أخرى تبحثُ عن أصداء دعواتها لك فتُخمَد كل ثوَراتك..
أتذكُرُ حينَ أتيتها باكياً من عثرةٍ تعثّرتَها في مشاكسةٍ مع صديق الحيّ!!
هل ما زال عطفُ يدِها على جرح ساقك دافئاً!؟
تُرى كيف تصير يد الأمهاتِ مرهماً لجرح السنين كلها؟
كيف تتحول أيديهنّ لطبيبٍ و مداوٍ ماهر في مسح كل الجراحات!!!
كيف تصبحُ السكينة الكبرى في حياتنا مصدرُها دعوات ترددها الأمهات في لحظات الصلاة!؟
هل شعرتَ يوماً أن باباً من الفردوس قد فُتِح لك من الآن!؟
هل تلذذتَ بيومكَ الذي يبدؤ بتراتيل قلبها لك؟
هل مازلتَ تشعُر أن الكونَ يقتتل دماً و أنتَ وحدكَ في أمان؟
أؤمنُ أنني في نعيمٍ مقيم حين أراها تبتسم فقط
في حديثِ ” أمّك ثم أمك ثم أمك” .. الذي حفظتَه صغيراً هل ما زال احد أركانِ الحياة حتى تسعَد!؟
إن لم تكنْ… فاحذر على نفسك
احذر من أن ترحلَ عنك..
و ترحل الأم
ويبقى دعاؤها مثل شجرة مباركة
تُظلك وتحميك من شر النائبات
وتزيد
ما شاء الله لها أن تزيد
بقلم دعاء أبو سمهدانة