Orland Park Prayer Center

The Prayer Center of Orland Park

بوصلة المربي -6-

نستكمل في سلسلة بوصلة المربي بعددها السادس، وستتمحور حول المتربي أي العنصر الأساسي في العملية التربوية.

بداية لا بد من ان يدرك كل من الادارة التربوية او حتى المربي ان ثمرة هذه العملية تتجسد في المتربي بحد ذاته، وليس بالضرورة ملاحظة النتائج مباشرة بعد انتهاء البرنامج، إنما قد تحتاج هذه العملية اقله 4 سنوات متتالية، وليس شرطا أن النتائج حتمية، إنما علينا الجهد وليس النتائج.

الجوانب الأساسية التي قد يحتاجها المتربي في العملية التربوية، تنقسم الى ثلاثة أقسام، القسم الأول تتمثل ب تنمية شخصيته بالحد الأدنى وهي الجانب البدني، الجانب العقلي، الجانب الروحي، الجانب الانفعالي والجانب الاجتماعي. أما القسم الثاني وهو المعرفي والفكري واخيرا المهاري أي احتياجات الأداء، وسيتم تفصيل هذا الجزء في العدد القادم المعني بالمحتوى التربوي.

بشكل عام، كل الطلاب لهم الحق في التربية، لكن عند كثرة العدد يفضل القيادي والذكي المتميز، والسن المناسب للتربية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، أما العدد المناسب للطلاب فهو ما بين 25 إلى 30 طالب في المحضن الواحد.

في المحضن لا بد من اكتشاف صفات الطلاب، بداية نبدأ بمرحلة التعرف، ثم الاستكشاف من ثم الملاحظة، الى ان تكتمل الصورة عن كل طالب، ثم تكون الملاحظة عامة لقياس التقدم والتأخر وأثر البرنامج على كل طالب.

من مجالات التعرف، يتم التعرف على الطالب من خلال:

1- معرفة معلومات الطالب الأولية عند التسجيل.

2- المقابلة الشخصية.

3 المعايشة، من خلال النشاط الرياضي فتتعرف على صفات وسمات هذا المتربي، ويمكن أيضا باعتماد وسائل اخرى كالأكل فتعرف المؤدب من غيره والجشع من العفيف، استلام الجوائز فتعرف المتطلع والقانع، المرض والظروف والأزمات، فتلاحظ مدى مقاومة الظروف وكيفية حسن التصرف، ايضا من خلال الدروس، حرصا وفهما، والعبادات، اقبالا وادبارا، والمزاح، المؤدب في المزاح من غيره ومدى تحمله لإخوانه، الحوار، عقله وحسن رأيه من عدمه، أدب الحوار، الظهور والخمول، حب الشهرة، التواضع، الدراسة، الذكي من غيره، المتكامل من غيره، التفاعل مع البرنامج، تقدما وتأخرا، الرحلات، المشاركة في الأعمال، التفاعل مع البرنامج، اختبارات المقاييس مثل اختبار قياس القدرات، وديسك، وهولاند، التكليف بالمسؤوليات، لمعرفة مدى تحمله للمسؤولية ومدى إنجازه فيها، كل ما سبق تستطيع اكتشاف صفات المتربي من خلال العملية التربوية.

دائما هنالك فروق فردية للمتربين، فالناس يختلفون في قدراتهم وصفاتهم، ففيهم الذكي، وفيهم قوي البنية وغيره، فالمطلوب، تفهم هذه الاختلافات في الطلاب واكتشاف قدرات الطلاب ومعرفة صفاتهم، من ثم تشجيع الصفات الجيدة وتعديل الصفات غير الجيدة، يليها تنمية قدرات الطلاب وتوجيه هذه القدرات لا بل وتوظيف هذه القدرات مع مراعاة أصحاب القدرات الضعيفة في قدرتهم على الاستيعاب وفي انجازهم بمزيد من العناية للمتميزين.

العناية تشمل جميع الطلاب، ولكن لا بد من الاهتمام بالمتميزين لأنه سيكون منهم العلماء والدعاة والمفكرون والمربون ويكون اختبارهم على حسب المواصفات التالية: الذكاء، استقرار النفسية، السن المناسب، القيادة الأفضل.

ويتم اكتشاف مواهبهم، و تحديد مساراتهم، وتوجيههم لتلك المسارات، من ثم توظيفهم اذا تخرجوا، وأهمها عدم الاحتفاظ بهم الى ما لا نهاية.

اما في الجانب الآخر، فالذي يخل بالعملية التربوية كأن يحاول افساد الطلاب او لا يحترم المربين فهذا يتناقش معه في المشكلة ويعلم وينصح ويحذر ويعطى فرصة فإن لم يستجب فيتواصل مع ولي امره واذا لم ينفع يبعد عن النشاط.

فهناك سير جماعي في تربية المجموعة، وهناك سير فردي لكل طالب. فالجماعي هو تحول وسير اغلب الطلاب نحو الهدف التربوي.

لذلك هناك طلاب متقدمون، يعتنى بهم، وهناك طلاب متأخرون، يعالجون، اما البرنامج فيسير حسب الاغلبية.

ختاما، “ان من أهم مؤشرَاتِ نجَاح التربية والعمَل الدعوي هو أن تُربَّى نفوس الطلاب على تعظيم شعائِر الله وما أنزَل من الدين: فيعظموا ما عظمته الشريعة من عباداتٍ ومحرمات، وهذا من أعظم صور النجاح وعلامةٌ على الفقهِ بالدين. وقد ربَّى النبي ﷺ هذه المعاني في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين؛ فخرج أبو بكر رضي الله عنه يومًا فقال: «لَسْتُ تَارِكًا شيئًا كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يَعْمَلُ به، إلَّا عَمِلْتُ به، إنِّي أَخْشَى إنْ تَرَكْتُ شيئًا مِن أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ»”.

كتبه أحمد المصطفى

.

Sign up for our email list!

Sign up to get the monthly Insight E-News, Programs & Events Announcements, as well as Ramadan and Eid information delivered to your inbox.

Accessibility Toolbar