الهندسة الرّمضانيّة
لماذا الهندسة الرمضانية؟
هي سلسلة نبدؤها على بركة الله تحضيرا لشهر الخير والبركة، شهر رمضان المبارك، السؤال: هل هي مصطلح جديد؟
لنقل هي فكرة مستوحاة من طريقة بدأها دكتورٌ فاضل نسأل الله له الفرج، نعاود نقلها لكم بطريقة مفصلة، سهلة سلسة إن شاء الله.
بداية الهندسة بشكل عام هي العلم الذي يبحث في الطريقة الأمثل لتحويل الموارد الطبيعية لاستخدامات البشر، او بمعنى اخر، هي طريقة تطبيقية إبداعية للمبادئ والقوانين العلمية.
فمن خلال هذه السلسلة سنحاول تحويل كل الموارد الموجودة ونستخدمها في التحضير لشهر الخير شهر رمضان، لا بل تطبيق فكرة الصوم والعبادات بطريقة ابداعية وفق احتياجات الإنسان فكرا وروحا وعملا.
هناك قاعدة عند المحقّقين تقول:[ حقُّ المخصُوص عملٌ مخصُوص ] فرمضان هو موعد الحصاد، وهو موعد الولادة الحقيقية للإنسان… فعلينا أن نصل برمضان وعباداتنا فيه لأهداف نضعها من الان، فهنالك معان عظيمة، وطاقة إيمانية، وقدرة روحانية، و إلهامات ربانية في هذا الشهر الفضيل لا تأتي دون علم، وتخطيط، وأعلى درجة من الإتقان والإبداع.
استعد، لتستمد:
يقول ابن رجب: رجب لوضع البذور، وشعبان للزراعة ورمضان للحصاد، فعملياً لن تستطيع أن تحصد، دون تهيئة وتنظيف الارض، ودون تحضير البذور، والزراعة، وحتى تحصد في رمضان أنت بحاجة لفترة زمنية وعوامل طبيعية تساعدك على أن تثمر في الوقت المناسب، وقيل ايضا في نفس المعنى، رجب شهر التطهير، وشعبان شهر التعطير، ورمضان شهر التطوير، وهو الثمرة الكبرى.
شعبان هو شهر التعطير، وإشراقة الروح، هو شهر الزرع، شهر البناء، شهر ترفع فيه الأعمال كما قال عليه الصلاة والسلام، شهر كان يُكثر فيه من الصيام والطاعات، فهو رمضانك المصغر كما يقول الشيخ، أي أنك تستحق أن تعيش التجربة الإيمانية في رمضان، هذا الشهر، فكيف تدخل رمضان من غير استعداد لا بل بعض العلماء قالوا كيف تدخل شعبان من غير استعداد، لماذا؟ لأن مراتب الاستفادة على قدر مراتب الاستعداد فمن استعد استمد.
الميثاقية:
يكثر السؤال في هذه الأيام: كم بقي على رمضان؟
والجميع ينتظر توقيتاً أو مدة زمنية معينة، انما الجواب: بقي على رمضان نية مع خطة.
فالنية هي دعاء تنوي فيه أن تلقى الله في هذا الشهر من شعبان بهذه الخطة التي استعد بها للقائك في رمضان.
أما الخطة او الوثيقة فتبدأ بدراسة تعدها عن نفسك، او ما يسمى في التخطيط التحليل الرباعي.
1- نقاط ضعفي، من أغلاط وأخطاء أو نقاط بحاجة لتحسين أي أن تعرف تقصيرك.
2- نقاط قوتي، أي جاهزيتك، دافعيتك، لا بل عليك أن تكتشف ما هي جوانب قوتك، ما الذي يحفزك على الطاعات..
3- التحديات التي تواجهها او التي تعيشها انت الان، دوام العمل، أو طبيعته، عدم التركيز، التخمة وما ينتج عنها من كسل…
4- الفرص المتاحة لك: في هذا الشهر لك نصيب وافر من الفرص لا بل هو شهر الفرص، هي فرصة لتغيير نمط حياتك، برنامج نومك، واستيقاظك لصلاة الفجر، قيام الليل والمداومة على القرآن وصلاة الجماعة…
خطتك بحاجة لعنوان، وشعار ومن الأولى أن يكون كلمة تحفيزية لتذكرك دائما بالهدف السامي لهذه الخطة، ووصية، أي تأكيد مصداقية المعاهدة، أي معاهدة النفس للنفس.
ومن ثم تصميم الجدول أو الخطة العملية بمدة زمنية محددة ومكان محدد ومهام منظمة ومرتبة، وقليل دائم خير من كثير منقطع.
في كل يوم عليك البدء بخانة، تسمى لي وعليّ، اي كل يوم مرّ عليّ من شعبان شهد لك أم عليك، كل يوم يجب أن يكون له سمة رمضانية، أي هو يوم شعباني ولكن كأنه يوم من رمضان.
صلاتك، دعاءك، ذكرك و وردك القراني يلزمه هدف تستحضره من فكرة الصوم، مثلا ضبط الشهوة، ضبط اللسان، فكل ذلك يعطيك قوة في الرقابة الذاتية.
نختم ونقول، كل ما سبق هو لتحضر ذاتك ونفسك ونظام حياتك على ان تعيش رمضان من الآن، وتكون جاهزا لمقامات رمضان… فاللهم بلغنا رمضان ببلوغه الحسي أي أن نعيش رمضان ونَبلُغه بلوغا معنويا.فاللهم بلغنا رمضان ببلوغه الحسي اي ان نعيش رمضان ونَبلُغه بلوغا معنويا… فالإنسان بعد أن عمل، لا يجب أن يركن إلى ما عمل، بل اركن على الله، خذ وقتك للتفكير والتمعن، هل انا جاهز؟ ما الذي نقص؟ هل بقي شيء من الإعداد؟
لدينا الوقت، فاغتنم، واستعد لتستمد…
أحمد المصطفى
