Orland Park Prayer Center

The Prayer Center of Orland Park

فضلُ الصَّلاةِ على سيِّدِ الوجود ﷺ                         

     خلق الله الخلق واصطفى منهم الأنبياء والرسل، واصطفى من الرسل أولي العزم، واصطفى من أولي العزم رسوله محمداً ﷺ؛ فكرمه تكريماً ليس مثله لأحد من العالمين.
ومن تكريم الله ﷻ للنبي ﷺ، أن أمر بالصلاة عليه، فبدأ بذاته المقدسة سبحانه، ثم ثنى بالملائكة، ثم كان الأمر للمؤمنين بالصلاة عليه، فقالﷻ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب56) فإذا كان الله ﷻ في عظمته وكبريائه، وملائكته في أرضه وسمائه، يصلون على النبي ﷺ، أفلا يجدر بنا وقد هدانا الله به إلى عبادته، وجعلنا به خير الأمم، أن نكثر من الصلاة والسلام عليه، إمتثالاً لأمر الله تعالى، وإجلالاً لقدره ﷺ، وتعظيماً لشأنه، وتوقيراً؟، فقد قال الله ﷻ: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (الفتح8،9) عن ابن عباس قال: (وَتُعَزِّرُوهُ) يعني: “الإجلال” (وَتُوَقِّرُوهُ) يعني:” التعظيم”. ولقد قال الله ﷻ: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الاعراف157).      

     كذلك وفاء لفضله ﷺ: فلقد هدى الله به من الضلالة، وعلَّم به من الجهالة، وأخرج به من الظلمات إلى النور، قال الله ﷻ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾(آل عمران164)، ومحبة له: ولقد علمتم فضل محبته؛ فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ، عَنْ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَها، قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﷺ فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. (رواه البخاري).
     إن فضل الصلاة والسلام على النبي ﷺ عظيمٌ وفيه خيرٌ وفير، فذلك من أعظم الطاعات وأطيب القربات، كنزٌ من كنوز الخيرات:

  • فأولى الناس بالنبي ﷺ يوم القيامة من أكثر الصلاة والسلام عليه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: “أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً” (رواه الترمذي) .
  • من صلى عليه صلاةً عُرض اسمه عليه، ورد ﷺ عليه: فعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ: ” أَكْثِرُوا الصَّلاَةَ عَلَيَّ، فَإِنَّ اللهَ وَكَّلَ بِي مَلَكاً عِنْدَ قَبْرِي، فَإِذَا صَلِّى عَلَىَّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي، قَالَ لِي ذَلِكَ الْمَلَك: يَا مُحَمَّد، إِنَّ فُلاَنَ بنَ فُلاَنٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعةَ” (رواه الدارمي).
  • من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها أضعافاً مضاعفة، فعَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: “إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟”(رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالدَّارِمِيُّ).
  • من صلى عليه صلاة، صلت بها عليه الملائكة: فعن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: “مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَيَّ إِلا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ مَا صَلَّى عَلَيَّ، فَلْيُقِلَّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ “.

     فالسعيدُ كلَّ السعادة من لازم الصلاة على النبي ﷺ، فهي نبعُ الحسنات، ومن أعظم أبواب الرِّفعة في الدرجات يمحو الله بها الخطايا والسيئات، فقد قال خير البريَّات ﷺ: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِها عَشْرَ صَلَواتٍ ورَفَعَهُ بِها عَشْرَ دَرَجاتٍ وكَتَبَ لَهُ بِها عَشْرَ حَسَناتٍ ومَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئاتٍ (رواه النسائي).

  • من كان يرجو شفاعة الحبيب ﷺ؛ فليُكثر من الصلاة والسلام عليه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ (رواه مسلم).
  • ومن كان يرجو قبول الدعاء فليُكثر من الصلاة على النبيﷺ، فعن فُضالة ابن عبيد قال: سَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: عَجِلَ هَذَا، ثُمَّ دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لَيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ، ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ. (رواه الترمذي)، وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ ﷺ. (رواه الترمذي).
  • من كان يرجو تفريجَ الكُربات في الدنيا والآخرة، وزوالَ الهمّ والغمّ وإن تكاثرت عليه هموم الدنيا، وأسرف على نفسه بالذنوب والخطايا فليُكثر من الصلاة والسلام على النبي ﷺ، فعن أُبَيِّ بن كعب قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ.(رواه الترمذي)

وإنْ أتتكَ جيوشُ الهمِّ غازيةً *** فبالصلاةِ على المختارِ تنهزمُ

  • كذلك من فضائل الصلاة والسلام على النبيﷺ: تثبيت القدم على الصراط والجوازُ عليه: فعن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قال: خرجَ علينَا رسولُ اللهِ ﷺ فقال: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا: رَأَيْتُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي يَزْحَفُ عَلَى الصرَاطَ مَرَّةً، وَيَجْثُو مَرَّةً، وَيَتَعَلَّقُ مَرَّةً، فَجَاءَتْهُ صَلاَتهُ عَلَيَّ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَأَقَامَتْهُ عَلَى الصِرَاطِ حَتَّى جَازَ.
  • طريقٌ إلى الجنة: فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: مَنْ نَسِيَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ خَطِىءَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ(أخرجه ابن ماجة).

صلُّوا عليهِ وسلّمُوا تسليـما***حتى تنالُوا جنةً ونعيـمَــــــــــــــا
اللهُ يجزِي مَن يُصلِّي مــــرةً***عشراً ويسكنُ في الجنانِ مُقيـمَا

     وكما أن فضلَ الصلاة على النبي عظيمٌ، وثمرتَها طيبةٌ كريمةٌ؛ فإن هجرها خسارة شديدة ولها عاقبة وخيمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ.  (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ) (ومعنى تِرَة: يعني حسرةً وندامةً).

     فطَيِّبوا مجالِسَكم بالصلاةِ على نبيِّكم، فلقد وصف النبي ﷺ تارك الصلاة عليه بالبخيل، وما أشدها من مذمة؛ فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ. (رواه الترمذي)

     فحريٌّ بنا أن نُكثر من الصلاة على الحبيب ﷺ، طاعة لله ﷻ ووفاء لنبينا ﷺ، واستقامة وصلاحاً لأحوالنا في الدنيا والآخرة.

إنّ الصلاةَ على النّبيِّ وسيلةٌ *** فيها النّجاةُ لكلِّ عبدٍ مُسْلِمِ
صلُّوا على القمرِ المُنير فإنّه *** نورٌ تَبَدّا في الغَمَام المُظلِمِ

وكتبه الشيخ مروان عبد الرحمن كصك

.

Sign up for our email list!

Sign up to get the monthly Insight E-News, Programs & Events Announcements, as well as Ramadan and Eid information delivered to your inbox.

Accessibility Toolbar